هل ركوب الدراجه يغني عن المشي؟

ايهما افضل المشي ام الدراجة الهوائية

تعد التمارين الهوائية من الوسائل المهمة في الحفاظ على صحة الجسم وحيويته، وتشمل هذه التمارين المشي وركوب الدراجات الهوائية، وكلا النشاطين يمكن القيام بهما في الهواء الطلق، وقد يتساءل البعض عن التمرين الأهم والأفضل للصحة بينهما، وفي هذا مقال سنوضح أيهما أفضل المشي أم الدراجات الهوائية.

غالبًا يفضّل الأشخاص ممارسة التمرين الرياضي الذي يمنحهم الحد الأقصى من الفائدة الصحية واللياقة البدنية، لهذا فإنّ المقارنة بين المشي والدراجة الهوائية هو تساؤل شائع بين العديد من الأفراد، وفي الحقيقة لا توجد إجابة واحدة وقاطعة عن هذا التساؤل؛ حيث أنّ هناك عدة جوانب ينبغي معرفتها حول هذين التمرينين، فعلى سبيل المثال يعد المشي أفضل للشخص الذي لا يمتلك القدرة المادية لشراء دراجة هوائية، أو الشخص الذي لا يجد مساحة آمنة لركوب الدراجة الهوائية.

من ناحية أخرى، يُعَد ركوب الدراجة الهوائية التمرين الأمثل للأفراد الذين يسعون لزيادة معدل ضربات القلب. يُعد الركوب على الدراجة الهوائية مناسبًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من آلام أو التهابات في المفاصل. هذا بالإضافة إلى أنه يُفيد الأشخاص الذين يهدفون إلى بناء الكتلة العضلية، ولكنهم يجدون صعوبة في رفع الأثقال. إذا تمّ تجاهل العوامل الفردية، فإن ركوب الدراجة الهوائية عادةً مفضل على المشي من حيث قدرته على حرق السعرات الحرارية بكفاءة أكبر، وتعزيز لياقة الجسم ونشاطه، وتعزيز القوة العضلية مقارنة بالمشي. ببساطة، ركوب الدراجة الهوائية يعتبر الخيار الأفضل نظرًا لفعاليته وكفاءته.

فوائد الصحة واللياقة البدنية:

نظرًا لأن المشي وركوب الدراجة الهوائية يعتبران من أشكال التمارين الهوائية، فإن لديهما العديد من الفوائد الصحية واللياقية المشتركة. يشمل ذلك تقوية القلب والرئتين، والقدرة على تخفيض ضغط الدم، وتقوية الساقين، والحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين المزاج، وتقليل مستويات التوتر، وتسهيل عملية فقدان الوزن، وتحسين تنظيم مستويات السكر في الدم.

الفرق الرئيسي بينهما يكمن في أن المشي يُعَد تمرينًا يحمل وزن الجسم ويعتبر جزءًا من تمارين رفع الأثقال، بينما لا ينطبق ذلك على ركوب الدراجة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القول أن ركوب الدراجة هو التمرين المثلى لأولئك الذين يعانون من آلام أو التهابات في المفاصل. يعود ذلك إلى أن وزن الجسم يتم دعمه على مقعد الدراجة، مما يقلل من الضغط على المفاصل مقارنة بالمشي. من ناحية أخرى، يكون المشي أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التوازن، حيث يمكن أن يواجه البعض صعوبة في الحفاظ على التوازن عند ركوب الدراجة الهوائية.

بشكل عام، يعتبر كلا التمرينين مناسبين للأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل، لكن يمكن اعتبار ركوب الدراجة الهوائية خيارًا أفضل بالنسبة للعديد منهم بسبب الضغط المنخفض على المفاصل وفعاليته في حرق السعرات الحرارية. بغض النظر عن الاختيار، يجب دائمًا استشارة الطبيب أو المحترفين في مجال اللياقة البدنية قبل بدء أي برنامج تمريني جديد، خصوصًا إذا كنت تعاني من قضايا صحية معينة.

المشي مقابل الدراجة الهوائية :

يعتمد مقدار السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء المشي أو ركوب الدراجة الهوائية على شدة التمرين ومدته. فيما يلي موضح عدد السعرات الحرارية التي يمكن أن يحرقها شخص بالغ يزن حوالي 68 كيلوجرامًا خلال تمرين استمر لمدة 30 دقيقة .

شدة التمرين ركوب الدراجة الهوائية (السعرات الحرارية والسرعة) المشي (السعرات الحرارية والسرعة)

قليل 240 سعرة حرارية/ 16-19.15 كم / ساعة. 154 سعرة حرارية/ 5.6 كم / ساعة

معتدل 285 سعرة حرارية/ 19.3 - 22.4 كم / ساعة. 179 سعرة حرارية/6.4 كم / ساعة.

عالي 357 سعرة حرارية/ 22.5-25.6 كم / ساعة 250 سعرة حرارية/ 7.2 كم / ساعة.

بناءً على المعلومات السابقة، يمكن القول إن ركوب الدراجة الهوائية يتيح حرق عدد أكبر من السعرات الحرارية في نفس فترة زمنية وشدة التمرين بالمقارنة مع المشي. لذا، فإن ركوب الدراجة الهوائية يعد الاختيار المثلى للأفراد الذين يسعون لحرق سعرات حرارية إضافية، خاصةً إذا كان لديهم وقت محدود لممارسة التمارين.

الفائدة الأكبر للعضلات :

المشي وركوب الدراجة الهوائية يتضمنان العديد من الفوائد للعضلات المختلفة. عند ممارسة هذين النشاطين، تشترك العديد من العضلات مثل عضلات الفخد وعضلات الألوية وأوتار الركبة في إنتاج الطاقة اللازمة. تزيد سرعة التمرين من نشاط العضلات، وهذا يعتمد على مستوى السرعة خلال التمرين، وخاصةً عند وقوف القدمين على الدواسة أثناء ركوب الدراجة الهوائية.

علاوة على ذلك، تشترك عضلات الفخذ الرباعية بشكل أكبر عند ممارسة ركوب الدراجة الهوائية مقارنة بالمشي. هناك أيضًا دور مهم لعضلات الربلة، التي تتألف من العضلة التوأمية للساق والعضلة النعلية، وتلعب دورًا مهمًا في كل من المشي وركوب الدراجات.

بصفة عامة، يمكن القول إن كلا التمرينين يستهدفان نفس العضلات، ولكن ركوب الدراجة الهوائية يتطلب قوة عضلية إضافية نظرًا للمقاومة المضافة من حركة دوران الدواسات والتضاريس المتغيرة

أيهما أفضل على المدى الطويل المشي أم ركوب الدراجة الهوائية ؟

كل من ركوب الدراجة الهوائية والمشي يزيدان من كمية الدم التي تصل إلى العضلات. ومع زيادة مستوى النشاط، يزداد ضخ القلب للدم، مما يرفع معدل ضربات القلب وينخفض ضغط الدم. هذا التأثير الإيجابي يساعد أيضًا في تقليل مستويات الكوليسترول والاكتئاب. وبحسب دراسة أجرتها جامعة جلاسكو ونُشرت في المجلة البريطانية، فإن ممارسة المشي أو ركوب الدراجة الهوائية على مدى خمس سنوات يمكن أن تقلل من احتمالية الوفاة المبكرة بسبب الأمراض بنسبة تصل إلى 41%. على الرغم من أن المشي وركوب الدراجة الهوائية يعتبران من أفضل أشكال التمارين الرياضية من الناحية العلمية بالنسبة للفوائد العامة للجسم، إلا أن ركوب الدراجة الهوائية يتفوق عن المشي من حيث حرق السعرات الحرارية والدهون، ويمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة للأسباب الطبيعية على المدى البعيد. ومع ذلك، يجب مراعاة أن فوائد كل من ركوب الدراجة الهوائية والمشي تعتمد على عوامل فردية مثل شدة التمرين، وكثافة التدريب، والالتزام بالنشاط البدني، ونمط التغذية للشخص.

كيف تختار ما بين المشي والدراجة الهوائية ؟

كل من المشي وركوب الدراجة الهوائية يقدمان تمارين ممتازة وسهلة التنفيذ بالمقارنة مع أشكال التمارين الرياضية الأخرى. وإذا كنت تجد صعوبة في اختيار النشاط المناسب بين المشي وركوب الدراجة الهوائية، يُفضل أن تبدأ بالنظر في الفوائد التي ستحصل عليها لجسمك. بعد ذلك، يمكنك تجربة كل منهما واختيار الذي يتناسب مع ميولك ويوفر لك مزيدًا من المتعة والراحة. إذا كنت تتساءل عن كيفية اتخاذ القرار، يمكنك أيضًا أن تأخذ في اعتبارك الاحتياجات اليومية الخاصة بك ونمط حياتك. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى الوصول إلى أماكن محددة في روتينك اليومي، يمكن لركوب الدراجة الهوائية أن يكون خيارًا مناسبًا للتنقل. في النهاية، الهدف هو تحسين لياقتك والاستمتاع بالنشاط البدني، لذا اختر الخيار الذي يناسبك ويجعلك مستمتعًا وملتزمًا بممارسة الرياضة بانتظام.