في ظل التطور السريع لوسائل النقل مؤخرا , انتشر مصطلح وسائل التنقل المصغرة micro mobility والذي يشير إلي المركبات الصغيرة خفيفة الوزن والتي تعمل بسرعة أقل من 25 كم /الساعة .مثل السكوتر الكهربائي والدراجة الكهربائية وألواح التزلج الكهربائية وغيرها. ويعتبر البعض أن تلك الوسائل هي المستقبل القادم بالنسبة للنقل حيث من المتوقع لها أن تقلل من الازدحام بالمدن وتحد من نسب تلوث الهواء . سنتناول في هذا المقال فوائد تلك المركبات والتحديات التي تواجه وسائل التنقل المصغرة micro mobility.
فوائد وسائل التنقل المصغرة:
1) يساهم في تقليل الازدحام المروري :
وذلك من خلال تشجيع الناس علي استخدام الوسائل المصغرة بدلا من السيارات . فمع توافر تلك المركبات بصورة كبيرة سيقل استخدام السيارات خاصة في الرحلات القصيرة.
2)حل معضلة الميل الأول والأخير:
وتعني كيفية التنقل من وإلى محطات النقل العام، كجزء من رحلة أطول. كما أجهزة التنقل المصغرة محمولة أيضًا، مما يجعلها خيارًا مناسبًا لأولئك الذين يحتاجون إلى استخدام وسائل النقل العام بعد استخدام سكوتر إلكتروني أو دراجة إلكترونية. بشكل عام، فإن استخدام مثل هذه الأجهزة يجعل التنقل أكثر كفاءة.
3) تساعد في تقليل تلوث الهواء.
4)توفر وسائل نقل شخصية ميسورة التكلفة للمسافرين:
بالمقارنة مع شراء وامتلاك سيارة، فإن أجهزة التنقل المصغرة micro mobility ميسورة التكلفة نسبيًا. بصرف النظر عن انخفاض التكاليف الأولية، لا تحتاج هذه الأجهزة إلى وقود أو صيانة رئيسية.
وعلي الرغم من تلك الفوائد والمميزات التي تتمتع بها تلك الوسال إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه انتشارها.
التحديات التي تواجه وسال النقل المصغرة micro mobility:
1. مخاوف تتعلق بالسلامة:
تأتي أجهزة التنقل الصغير مع مخاوف تتعلق بالسلامة الرئيسية، ولهذا السبب لا تزال العديد من المدن والحكومات مترددة في الترويج لها. نظرًا لأن أجهزة التنقل المصغرة لا توفر الحماية، على عكس الوسائد الهوائية في السيارة، لذلك يعتبر البعض استخدام هذه الأجهزة غير آمن. ومع ذلك، إذا تمكنت المنظمات والمشرعون من وضع معايير ومبادئ توجيهية مناسبة لاستخدام التنقل الجزئي، فيمكن تقليل مخاوف السلامة والحوادث.
2.الاتصال المعقد:
يتطلب تنفيذ نظام التنقل الصغير التنسيق بين المنظمات والمستخدمين، فضلاً عن التشريعات الجيدة. وأيضا يجب علي جميع المؤسسات المعنية بالتواصل مع بعضها البعض لتنفيذ المبادئ العامة. نتيجة لذلك، يمكن أن يكون التواصل بين المنظمات معقدًا للغاية. سيكون هذا تحديًا سيتعين على المدن مواجهته في تنفيذ أنظمة التنقل الصغير بنجاح.
3. تغيير اللوائح :
نظرًا لأن التنقل الجزئي هو صناعة جديدة ومتغيرة باستمرار، يجب على المنظمات والمشرعين والمستهلكين توقع تغيير المعايير واللوائح. إذا تغير أحد العوامل، فستحتاج العناصر الأخرى أيضًا إلى التعديل. على سبيل المثال، إذا قام القانون بمراجعة المبادئ التوجيهية للتنقل الصغير، فيجب على المصنعين والمستهلكين التكيف لاتباع اللوائح. من أجل مواكبة التطورات، يجب أن يكون هناك تنسيق قوي بين المنظمات وصانعي السياسات.
إذن، كيف يبدو المستقبل للتنقل المصغر؟ هل ستساعد الفوائد المدن والركاب أم أن التحديات أكثر من اللازم ؟
لا يزال من السابق لأوانه الحكم علي ذلك ، لأن عدداً قليلاً جداً من المدن قد نجح في دعم أو تنفيذ مخططات التنقل المصغر. ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على أجهزة التنقل الصغيرة يوضح أنه ليس مجرد اتجاه عابر. يتم استخدام مثل هذه الأجهزة بشكل متزايد في المدن، لذلك سيحدد الوقت ما إذا كانت قادرة على تخفيف الازدحام على الطرق وجعل السفر أكثر كفاءة، دون الكثير من مشكلات السلامة.
Comments